نتقل الى رحمة الله تعالى،
.
.
.
هكذا اصبحت تصلنا أخبار الموت بعد نغمة لرسالة وصلت الى الهاتف الجوال ، اصبحت هذة الجملة تهز أرواحنا قبل أن نقرأها،
مع أننا عند قراءة هذة الجملة يبادر الى أذهاننا أناس وضعناهم في اولويات الموت وما ندري ان الموت له أولويات مختلفة، بيد اننا خلال قراءة الرسالة نبقى نتوقع ونخاف وننذهل ونبكي ونصرخ ونستغرب ونفاجأ ونستنكر ونسأل ... ولن يتغير شيئ
فلقد مات وذهب الى ربه،
وبعد تجارب متعددة لرسائل متنوعة عن الأخبار والأفراح والسفر والنجاح وماذا فعل فلان وعلان تأتي رسالة الموت فجأة كما هو الموت،
ومع مرور الأوقات وكثرة الأموات تصبح نغمة الرسالة صوت انذار وعلامة إفتراق حتى وان كانت رسالة أفراح... فكثرة الموت نزعت هذه الأفراح السريعة وجعلتها مرتقبة لحين التحقق من محتوى الرسالة.
والان ونحن نخترق جدار الدنيا الى الاخرة بسرعة الحياة من سيكون صاحب الرسالة التالية، من سيكون في أولويات الموت، فمع أننا كبرنا ونضجنا لكن قلوبنا اصبحت أرهف من أن تتحمل هذ الخبر ...
أنا شخصيا منذ صغري كنت أتمنى الموت شهيدا وانا مقبل اليه ، مسرعا نحوه سواء في جهاد أو دفاع او رفع ظلم او قول حق مثل معظم الشباب،
والان وبعد أن ضعفت العزيمة وقلت الهمة مازلت أذكر نفسي على مواجهته وجها لوجهة مقبل غير مدبر بخطى أسرع منه،
ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركة ، فلن يأتي الموت كما نريد ولا وقتما نريد ولا كيفما نريد،
ولكن إن حدث هذا فيكفيني رضا وحمدا أن تصلكم تلك الرسالة
وانتم مبتسمون،
اما انا فللأسف ... سأكون الوحيد الذي لن يقرأ الرسالة ولكني أرجو من الله ان أكون مثلكم مبتسما. ،،،
خالد جريد
٢٦ مارس ٢٠١٣
في الطائرة بين الرياض وجدة