top of page
Search
  • Writer's pictureKhalid Joraid

صديقي العزيز أنا ...


هو صديقي المخلص وقد يكون الوحيد، يوبخني حينما أخطأ ويحذرني عندما أقدم على مخاطرة،

يواسيني حينما أفشل

ويدعمني حينما أحبط.

ويمدحني حينما أنجز،

لم أر مخلصا مثله، ولا قريب يشبهه

لا يصرخ فهو دائما يهمس،

لا يزدري فهو دائما يحب،

لا يمل فهو دائما متحمس،

كثيرا أحاول أن أسكته فيتراجع حتى أهدأ،

ثم يعود بتواضع ونظرة العفو تعلو عينيه،

وكثيرا لا أثق برأيه ولكن يكون دائما مصيبا،

حكيم، صبور، مفكر، مبدع، متأني، خبير ...

وكل الصفات الجيدة الأخرى تجدها مجتمعة فيه،

أقدم لكم صديقي المخلص " أنا"،

لم أتعرف عليه إلا متأخرا، للأسف، فهو لا يحب الظهور

ولكنه يحب أن تكتشفه

ولكن بعد ان تعارفنا أصبحنا أصدقاء

حتى العظم،

بحيث يجوع إذا جعت، ويمرض إذا مرضت، ويتعب إذا

تعبت، يشعر بكل ما أشعر به.

الغريب انه يعارضني كثيرا ولكني لا أزعل منه

ويعاتبني كثيرا ولا أمل منه،

أنا، يعرف الحقيقة ولدية قدرة التنبؤ ويعطى دائما نصائح مميزة.

عندما كنت صغيرا كان موجودا ولكني لم أكن اعلم

بوجوده فقد كان يكلمني ولا أسمعه، ويناديني

ولا أستجيب،

ولكن بعد ان تعرفت عليه بدأت استمع له ويستمع لي

وأحكي له واستشيره، وأوافقه وأعارضه وهو وفي إلى أبعد الحدود،

أنا، ليس مزاجيا، ولكنة كوميدي من الدرجة الأولى،

يضحكني حتى الإغماء إذا رآني مستعد لذلك،

أنا، درامي محنك. يبكيني حتى الانهيار إذا رآني مستعد

لذلك أيضا

أنا، ذو روح مرحة ومغامر " وراعي هبقه " كما

يقال بالعامية في السعودية

هو من عمري تماما وطولي وشكلي ولكنه مختلف

برايه وشخصيته مع انني أعتبره يشبهني على نحو ما،

تعرفت عليه عندما فقدت والدي، ظهر بقوة واحتضنني وهمس

في أذني وقال " تركته وهو راض عنك، فدعه يتركك وأنت راض عنه"

وكان يقف أمامي ممسكا برأسي ينظر الي ودموعه تسيل عندما فقدت والدتي وقال لي " اسمع جيدا ... هذا قدر الله فلا تحمل نفسك فوق طاقتها"

فأنت لست مسؤولا عن ذلك"

في تلك الأيام وبعد ان تجاوزت تلك المحن بفضل الله ثم بفضل أنا

أيقنت انه صديق مخلص جدا، ومن ذلك الوقت ونحن لم نفترق،

أنا، دائما يوقظني باكرا ودائما يحثني على العمل بمثابرة

ويدربني على تخطي التحديات

ويلومني كثيرا على التقصير في العبادات والمعاملات،

أنا، من علمني كثيرا من الأمور ودربني كثيرا على مواجهة أصعب الحوادث

أنا، من علمني مكارم الأخلاق وحسن معاملة الناس،

هل تصدقون ان أنا يخبرني ماذا أقول في كثير من عروضي عند العملاء

او مع الموظفين او مع الاخرين، والغريب جدا انه يعرف ردود افعال

الأخرين من نظارتهم وينبهني ويوجهني بناء على ذلك،

والان وأنا أكتب هذه الكلمات رأيته مبتسما ودموعه تذرف

فلقد أعدنا ذكريات مضت كان فيها المبكي والمفرح وانا أنظر اليه

نظرة الممتن وهو ينظر إلى نظرة الفخر،

لقد أحببت هذا الرجل كثيرا.

هذا هو صديقي العزيز أنا، أحببت ان أعرفكم عليه،

الى اللقاء،

خالد جريد

٣ إبريل ٢٠١٣

في الطائرة متجها الى جدة من الرياض برفقة أنا،

8 views0 comments

Recent Posts

See All

السجن الكبير والوطن الصغير

السجن الكبير والوطن الصغير أذكر عندما كنت ادرس في كلية الشرطة، كطالب مستجد في السنة الأولى، أنني كنت أعيش بعض النشوة أثناء التدريبات التي كنا ننشد فيها أناشيد وطنية، وغالبا ما كانت تتلاشى بعد دقائق قل

الكفر الحلو

في أحد الأيام كان موسى عليه السلام يسير في الجبال وحيدا عندما رأى من بعيد راعيا، كان الرجل جاثيا على ركبتيه ويداه ممدودتين نحو السماء يصلي، غمرت موسى السعادة لكنه عندما اقترب منه دهش عندما سمع الراعي

bottom of page