top of page
Search
  • Writer's pictureKhalid Joraid

الصلاة على أنغام الموسيقى


الصلاة على أنغام الموسيقى،

عندما كنت القن الدين ممن يجهلونة كنت أؤمن ان الموسيقى حرام بل وكبيرة، وكنت إذا إستمعت الى الموسيقى أشعر، كما لقنا، أن قلبى إمتلأ نفاقا وأن إيماني في خطر ولا بد من تجديده،

مع الوقت وبعد أن خرجت من ظلام التلقين الى نور الإختيار والتدبر ومن خلال قراءة الكتب وإستماع الخطب والمحاضرات. وبعد إعادة إختبار أثر الموسيقى على نفسي بدأت أشعر أن الموسيقى لها تأثير روحاني إيجابي وليس تأثير شرير سلبي، ولكن كنت بحاجة الي وقت لأتيقن من هذه المشاعر فتأثير سنوات طويله من التجهيل لا بد أن تحتاج الى وقت لتمحى.

ونتيجة لهذه العملية وأعني عملية إختبار تأثر الإيمان بمحيطنا، ظهر سؤال مهم، وهو لماذا تأثر إيماني بطريقتين مختلفتين عند إستماع الموسيقى بما يتناسب مع إعتقادي؟

مع أنني ما زلت أبحث في هذا الموضوع إلا أنني بدأت أكون وأجمع بعض الإجابات والأفكار كان أهمها سؤال أخر وهو كيف سيحاسب الله الناس وهم مقتنعون أنهم على حق؟ وفي وجهة نظر الدين هم على باطل.

فنحن طبعا نتحدث عن ما أختلف فيه فلو أراد الله مثلا أن يقطع بتحريم الموسيقى مثلا لفعل كما فعل عز وجل في أمور أخرى، وبالنسبة لنا كمسلمين هناك أمور كثيرة قطعية. الحديث فيها يأخذ منحى أخر.

إذا ما هو المغزى؟

الإسلام حسب علمي المتواضع يدعوا الى ممارسة أمرين إثنين القراءة والتفكر، وبناء على ما سبق فإنني أرى أن المغزى هو التجربة والتقييم ومن ثم الإرتقاء الى الأفضل، فكلما جرب الإنسان تجربة لا بد ان يصل الى قناعة في صميم قلبه أن هذا الفعل صحيح ام خاطئ وحتى لا يتم الحكم بناء على مرجعية مجترة من أخرين لقنت له سابقا كان لا بد له من أن يقرأ ويقرأ ويقرأ ليتعلم.

وهذا نختبرة في الصلاة فعندما نخشع نرى أثر ذلك على قلوبنا ومع التجربة يظهر لكل واحد منا أسباب وطرق تجعلة أكثر خشية وخشوعا من أشياء أخرى تكون أسباب خشوع لغيرنا.

وكذلك في جميع العبادات كالصوم والصدقة مثلا فالصدقة في السر عند بعض الناس لها أثر أقوى من الصدقة فى العلن والعكس صحيح عند أخرين.

ولأن الصلاة عامود الدين فكان لابد من الإهتمام بها لتساعدنا على تطوير مشاعرنا مع مرور الوقت حتى نصل الى أفضل حالة من الخشوع والتدبر، وهنا يكمن الدرس، التدريب اليومي لخمس مرات على كيفية الإرتقاء والتحسن في الإحساس و الإيمان من خلال الصلاة.

إذا سيحاسبنا الله على معتقداتنا نحن، على ما نؤمن به نحن وليس على ما هو مفترض، فلو أننى أعتقدت أن الموسيقى حرام وداومت على إستماعها فهل سأحاسب أم لا؟ طبعا سؤال لا يمكنني القطع في إجابته لأن هذا خاص بالله عز وجل، إلا أن هذا الشخص سوف يضعف إيمانه مع الوقت وبالتالي سوف يؤثر عليه سلبا بحسب قوة اعتقاده بتحريم ما يفعل. وقد يكون هذا حسابه نتيجة قعوده عن البحث والله أعلم بما يفعل به يوم الحساب.

وطبيعي لكي نستعد للحساب لابد أن نعرف بماذا سوف نحاسب وما هو الإنسان الذي يريده الله ؟

الله عز وجل يريد بشرا يخطئ ليتوب ، يقع ليقوم. يخفق لينجح ولكن يجب أن يكون إنسان صادق مع نفسة ومع الأخرين، إنسان إذا وقع في الخطيئة كره ذلك وندم. وإذا خاض تجربة سيئة عاد وأناب،

الله لا يريدنا ملائكة من ضربة واحدة ولكنه يريدنا أن نصبح كالملائكة بإختيارنا بناء على تجربتنا وإخلاصنا مع أنفسنا.

ومع صدقنا مع أنفسنا ومراقبة إيماننا وترك ما يضعفه والتمسك بما يرتقي بأرواحنا ومعرفة ما يدور حولنا سوف نصل الى الله بطرق مختلفة ولن يحاسبنا الله إذا صلينا على أنغام الموسيقى إذا كانت هذه الصلاة تقودنا إليه وقلوبنا ترقص فرحا بمناجاتة ودموعنا تذرف من حبة وخشيته.

خالد جريد،

من أقرب نقطة الى السماء

بين الرياض وجدة

١٠ إبريل ٢٠١٣،

1 view0 comments

Recent Posts

See All

السجن الكبير والوطن الصغير

السجن الكبير والوطن الصغير أذكر عندما كنت ادرس في كلية الشرطة، كطالب مستجد في السنة الأولى، أنني كنت أعيش بعض النشوة أثناء التدريبات التي كنا ننشد فيها أناشيد وطنية، وغالبا ما كانت تتلاشى بعد دقائق قل

الكفر الحلو

في أحد الأيام كان موسى عليه السلام يسير في الجبال وحيدا عندما رأى من بعيد راعيا، كان الرجل جاثيا على ركبتيه ويداه ممدودتين نحو السماء يصلي، غمرت موسى السعادة لكنه عندما اقترب منه دهش عندما سمع الراعي

bottom of page