حريق فلسطين

لست سعيدا لحريق فلسطين الذي اشتهر بحريق إسرائيل، فالذي يحترق هو الشجر ولو كان الله يريد أن ينتقم من اليهود لكان عذابه وقع عليهم كبشر.

متى نقدر الله حق قدره، و نتوقف عن هذه النظرة الطفولية لله.

عندما أحتلت فلسطين قالوا بسبب ذنوبهم ونسوا أنها كانت بسبب وهن الجيوش العربية وضعفها،

وعندما سقطت بغداد قالوا بسبب الذنوب ونسوا أنها سقطت بسبب تهور وظلم طاغية ومؤامرة خبيثة من الدول الظالمة وقلة حنكة من الدول المجاورة.

وعندما غرقت جده قالوا بسبب ذنوبهم والواقع انها كانت بسبب الفساد الإداري الذي أدى إلى ذلك.

وعندما دمر تسونامي جزء كبير من شرق أسيا كان الله وراء عذابهم لأنهم ملحدون.

كفى،

كفى كذبا على الله،

فإن الله غز وجل لا يعمل على هوانا سبحانه

فقطرة دم واحدة من مؤمن عند الله أعظم من مكة والمدينة والقدس مجتمعين. فكيف القتل وكيف الفتنة والظلم الذي نراه كل يوم.

أتراه يحرق بلدا لأنهم منعوا الأذان؟!

الله يريدنا أقوياء وكيسين ومهرة وأذكياء وعندما نحقق ذلك فإن الدنيا سوف تكون رهن إشارتنا، لا يريدنا ضعفاء وهمل وأغبياء وفاشلين وعندما ننتكس نرفع أيدينا بالدعاء وندعو الله أن يوفقنا وينصرنا ويهلك عدونا،

فأنى ذلك!

ألم يهزم جيش رسول الله في أحد بسبب غلطة الرماة،

ألم يرجع جيش خالد بن الوليد بسبب قلة العدد ولقب بسيف الله المسلول بسبب حنكته أن انسحب بأقل الخسائر في مؤته،

وكما قال مصطفى محمود رحمه الله

"عندما يغرق المسلم والكافر فإن الذي ينجو هو الذي يعرف السباحة".

خالد جريد

٢٤ نوفمبر ٢٠١٦