رحلة إلى الحقيقة
- Khalid Joraid
- Apr 2, 2017
- 3 min read
أحمد الله عز وجل أن سخر لي الطريق أن أبدأ بقراءة كتب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما حيث كنت كمن مثلي متأثرا بالدين التقليدي في الجزيرة العربية والذي يدعى الإسلام، نقلني الشيخ محمد الغزالي إلى مرحلة الشك في الفقه الموجود والمتداول من خلال كتبه حيث قال بكل صراحة أننا ضحية لعبث وجهل أهل الحديث الذين يفتون الناس بغير علم من خلال كتابه الخلاف بين أهل الفقه وأهل الحديث وهو من الكتب الأولى التي قرأتها للشيخ محمد الغزالي سنة ١٩٩٤ وكان يطرح مواضيع تعتبر نقلة نوعية بالنسبة لي مثل الحجاب والموسيقى، تأثرت به وبأسلوبه البليغ في الكتابة وعصبيته التي تقرأها بين السطور على المفتون الجهال في الجزيرة العربية وكنت كلما قرأت له تصححت مفاهيم جديدة ومع الوقت وجدت نفسي في منطقة الرفض للتراث وقبول الفكر الفطري الجديد، ولكني واجهت معضلة كبيرة وهي البرهان والدليل فمعظم أراء الشيخ محمد الغزالي مقنعة ولكني لم أكن أرى أنني أستطيع تداولها أو نقاشها مع أي أحد يعترض علي وهذا جعلني غير واثق البينة ضعيف الحجة.
وصلني اسم عدنان إبراهيم من أحد الأصدقاء فسمعت كل خصومه قبل أن أسمع منه حتى أعلم عيوبه قبل حسناته، ومن خلال هجوم أعدائه على شخصه وليس على علمه علمت أن الرجل صاحب علم وحجة وبرهان، سمعت معظم ما صدر عن الدكتور عدنان بأثر رجعي أي من الأقدم فالأحدث حتى ابني رؤية صحيحة للتراكم الكبير للخطب والمحاضرات والتي ساعدتني لبناء رؤية واضحة لمنهجه في استنباط الأحكام وكنت كلما أقنعني بوجهة نضر ما أجده يثبتها بأدلة قوية ومقنعة وذلك لسبب بسيط وهو أن الدكتور عدنان استطاع بناء منهج صحيح قلب فيه طريقة التفكير بعد ما أزال بعنف كل القداسة عن كل البشر بعد الأنبياء وزلزل التاريخ ليثبت أن تاريخنا مثل كل تاريخ الشعوب الأخرى تم تزوير معظمة وبعناية تحت ضغط المؤسسة السياسة. وجدت عند عدنان إبراهيم ما كنت أبحث عنه وهو الحجة والدليل وبدأت أشعر بالثقة وتقدمت خطوات كثيرة نحو الإسلام الصحيح وكنت أطمأن للدليل وللمنهج الذي للأسف يحاربه كثير من الجهال.
نظرت وبعناية إلى منهجه وطرق استنباطه وقدرته على استخلاص الأحكام من خلال فهمة للقران ودحض الأحاديث الضعيفة وترك ما يعارض القرآن.
بعد سنين من متابعتي لعدنان إبراهيم لم أستطع أن أجزم أنني أستطيع أن أقنع أحدا بأن الاسلام دين رحمة وعدل ومساواة لأن الواقع غير ذلك، ليس الواقع الآن، ولكن الواقع منذ بداية الدولة الأموية أي بعد أقل من ثلاثين عاما على وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وبسبب كثرة التناقض، كنت قد وصلت لدرجة عالية لإقناع أي شخص مسلم عن أي موضوع فيه خلاف لوجود الدليل والمنطق والحجة ولكني بت عاجزا وأنا أرى نفسي أعرض ما علمته على غير المسلمين.
اليوم وهو الثاني من إبريل من عام ٢٠١٧م انتهيت من الاستماع لمعظم ما بثه الدكتور محمد شحرور على اليوتيوب، حيث أنني سمعت بالدكتور محمد شحرور منذ بضع سنين وكنت مهتما بدراسة ومتابعة الدكتور عدنان إبراهيم وحسن فرحان المالكي آنذاك وسمعت عن طرحة الجديد في ذاك الوقت ولكني لم أرغب في فتح ملف جديد حتى أنهي الملفات المفتوحة أمامي في الطريق إلى فهم ومعرفة الحقيقة، وفي نهاية العام الماضي 2016 م قررت أن أبدأ في دراسة طرح للدكتور محمد الشحرور فبحثت عنه حتى وقعت على أخر سلسلة تشرح علمه وأفكاره صورت في عام ٢٠١٥ فقررت متابعتها وهي برنامج التفكير والتغيير وهي ثلاثة وأربعون حلقة، واستمعت أيضا لحلقات ثمان أو تزيد من برنامج على الهوى مع عماد أديب على أوربت بثت عام 2000م وحلقات خمس أو ست متفرقة على برامج ومحطات متنوعة.
منذ الحلقة الأولى من برنامج التفكير والتغيير علمت أنني أمام رجل مجدد بمعنى الكلمة، رجل سيغير مجرى التاريخ بلا مبالغة.
أول ما لفت انتباهي من الحلقة الأولى هو وضعه لرؤية واضحة قبل أن يبدأ مسيرة البحث وأحسب أن رؤيته تلك هي السبب الرئيسي فيما وصل إليه وأعتقد أنه كان أول من قام بالبحث بأسلوب علمي واضعا رؤية محددة مسبقا أمام عينيه وهو يشق الطريق إلى الهدف.
كون الدكتور شحرور مهندسا جعله يبني بحثه على عدة قواعد وأسس علمية كان من أهمها أنه يجب أن تكون هناك أدوات جديدة حتى يمكن الوصول إلى نتائج جديدة فكانت مفاهيمه الجديدة هي رؤيته التي ضل يدور حولها أكثر من أربعين سنة.
حدد دكتور شحرور رؤيته بثلاث عناصر رئيسية وهي:
1- عالمية الرسالة
2- رحمة الرسالة
3- خاتمية الرسالة
ووضع الأدوات لفهم التنزيل الحكيم من خلال مقولته أن الله خلق الدنيا بمنتهى الدقة والإبداع فهل من المعقول ألا يكون القران الكريم كذلك؟، ووضع طريقته الأولى والوحيدة وهي فهم القران بالقران، ووضع لنفسه عدة قوانين، مثل عدم الترادف في القرآن، استطاع فهم التنزيل الحكيم من خلالها بشكل يخالف فهم المفسرين أجمعين منذ ألف وأربعمائة عام مستعينا بذلك بصديقه جعفر دك الباب المتخصص في اللغة العربية واللسان العربي.
لم أكن أبالغ عندما قلت، أن هذا الدكتور المهندس ذو السبعون عاما أو يزيد، الذي درس الهندسة في الاتحاد السوفيتي في الخمسينات وأكمل الماجستير والدكتوراه في ايرلندا، سيغير مجرى الفقه الإسلامي وسيكون سببا في فهم هذا الدين من جديد، الدين العالمي، دين الرحمة والعدل والمساواة.
خالد جريد
٢ إبريل ٢٠١٧
Comments