سبع ساعات برفقة الوطن
- Khalid Joraid
- Nov 15, 2011
- 2 min read

على السور الشمالي للمسجد النبوي الشريف تقابلنا وأخذنا بعضنا بالاحضان وتعانقت أرواحنا المشتاقة لا أدري لماذا ذرفت دموعي وهو في أحضاني؟ ... لعلي كنت احتضن رجلا يحمل معه الوطن.
كنت أتوقع أن أقابل رجلا كثير المشاكل ، غريب الأطوار ، صعب المزاج .... لكني قابلت رجلا ثاقب النظرات ، حاد الذكاء ، صحيح السريرة ، سليم الفطرة ، كأنه عاد من زمن مثالي ليعيش في زمننا المتخم بالعقد وآلافات.
وبعد أن أشبعنا أعيننا ببعضنا وصدقنا أننا في واقع لا في خيال ذهبنا سوية الى حيث ثلاثمائة أسير ويزيد مجتمعين في نزل واحد.
كنت حريصا أن ارى أعينهم ، واستمع الى أصواتهم، وأنصت لاحاديثهم وآراقب حركاتهم حتى أشاهد ما فعلت السنين الطويلة بأشبال دخلوا المعتقل ليخرجوا منه وهم كهول أعمارهم تضاعفت في لمح البصر. هم تجمعهم نظرات متشابهة تعبرعن الدهشة ، بالكاد يصدقون انهم ُكهلوا و امضوا نصف أعمارهم في المعتقل، وهم في غاية الحزن لأن أهلهم الحقيقيون أو بعضهم ما زالوا خلف قضبان الأسر.
الكل لا يريد أن يروي ذكرياته هناك ، لأنهم ببساطة لم يكونوا هناك ، كانت أجسادهم وابت أرواحهم إلا أن يكونوا احرارا ، وجاهدت قلوبهم بلهفة في انتظار هذا الحلم الذي تحقق.
أصواتهم هادئة ، حواراتهم بسيطة منشغلون بما حولهم لا يفكرون إلا في العودة الى الوطن والأهل. حيث انهم لم يقروا أعينهم بهم بعد،
عشرون سنة في المعتقل
عشرون سنة من الصبر
عشرون سنة من الأمل
كانت بالنسبة لهم رباط في سبيل الله، واحتساب لاجرة ،،، وها قد عادوا منتصرين
عندما حان وقت الوداع بعد سبع ساعات متواصلة لم نفترق فيها ، بدأت أشعر أنني الآن سوف افتقد شخصا أحببته وتمنيت لوهلة أنني لم ات لأراه كي لا أودعة في سبع ساعات.
احتضنته مودعا لأذهب الى المطار عائدا .. الى المعتقل ... ومن بعيد ، نظرت اليه بينما كان يجمع حاجاته ليعود الى أرض الوطن
عندها أيقنت أنني كنت برفقة وطن على هيئة رجل،
15-11-2011
خالد جريد
المدينة المنورة
Comments