الأستاذ ونوس

ذكرت خطوات الشيطان في المصحف في أربعة مواضع، الأول يخاطب الله فيها الناس ويأمرهم بأكل الحلال الطيب ويحذرهم من الحرام، وعقب في الآية التالية بالحكمة من عدم تتبع خطوات الشيطان بأن الشيطان يأمر بالسوء والفحشاء.

وفي الموضع الثاني أمر الله المؤمنين بالسلم كافة والمؤمنون هم اتباع الرسالة المحمدية حسب تعبير المصحف وكأن الله يخبرنا أن الخصام والشقاق والحروب هو أحد أهداف الشيطان وخطواته التي يستدرج بها المؤمنين للخصام والشقاق.

وفي الموضع الثالث في سورة الأنعام، يذكر الله عز وجل استخدامات الأنعام في الحمل والفرش والاكل ويعقب بعدم اتباع خطوات الشيطان.

أما في الموضع الأخير فكانت رسالة عامة للمؤمنين بعدم اتباع خطوات الشيطان وفسر ذلك بأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر

البقرة - الآية 168يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

البقرة - الآية 208يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

الأنعام - الآية 142وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ۚ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ

النور - الآية 21۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

وإذا حاولنا فهم خطوات الشيطان من خلال المواضع الأربعة السابقة الذكر، نجد أن خطوات الشيطان تستدرج الناس الى السوء والفحشاء من خلال تتبع خطوات الشيطان.

ولكن كيف نعرف خطوات الشيطان حتى نتداركها ونبتعد عنها وأعتقد بشكل عام أن أي خطوة تؤدي الى حرام تكون اول خطوة في طريق السوء او الفحشاء أو المنكر، والسوء هو الذنب أو ما يكرهه الانسان من مرض وضرر وغيره، والفحشاء هي الجنس المحرم، والمنكر هو عكس المعروف وهو الشر.

واللافت للنظر أن الله ذكر لنا المحرمات بالتفصيل في المصحف الشريف وذكر منها الفواحش ما ظهر منها أو بطن، فأين تقع الخطوات إذا ما تجنب المرء ما حرم الله؟ وكأن خطوات الشيطان تبدأ في استدراج العبد بداية من العمل الحلال وخطوة وراء خطوة توصلك الى الحرام بشكل تدريجي فلا يكون واضحا تحت ضغط أهوائك وتنازلك أمام نقاط ضعفك.

قد نعرف نهاية الطريق لتتبع خطوات الشيطان ولكننا نجهل الطريق، فالعدو لا يكون عدوا إلا إذا باغتك من حيث لا تعلم وأضلك بقناعات وبمعلومات مزيفة واستدرجك بناء على خطة مدروسة، ألم تسمع قول الله عز وجل، "إنه لكم عدو مبين".

إذا رأيتك متجه الى حرام فأعلم أنك تتبع خطوات الشيطان وأحذر وتوقف وراجع أمرك، وعد ولا تتردد.

ولكي تتعرف على نماذج من هذه الحيل والأساليب وترى بوضوح معالم هذه الخطوات وطريقة الشيطان في اقناع بني ادم ونقلهم تدريجيا من الحلال الى الحرام من خلال هذه الخطوات يجب أن تتعرف أولا على نقاط ضعفك فهي الخطوة الأولى والأهم ومنها تبدأ الخطوات اللاحقة، وأفضل مقاربة لذلك أن تشاهد الأستاذ ونوس في مسلسله المشهور وهو يصول ويجول في نفوس بني آدم وما كان إلا يدعوهم وما كانوا إلا يستجيبون.

ابراهيم - الآية 22وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

كتبه

خالد جريد

الدمام

12-22-2017